في سابقة من نوعها.. البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية تحيي ذكرى المحرقة النازية بالمغرب وتتذكر حماية الملك محمد الخامس لليهود
في سابقة من نوعها، احتضن المغرب بشكل رسمي مراسيم تخليد ذكرى "الهولوكوست"، وهي المحرقة الجماعية التي تعرض لها اليهود على يد النازيين، خلال الفترة ما بين 1941 و1945 إبان الحرب العالمية الثانية، وهو الحدث الذي نظمه مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب في كنيس بمدينة الدار البيضاء، وترأسته القائمة بأعمال مدير المكتب ألونا فيشر كام.
ونشر المكتب صورا لهذا النشاط على حسابه في "تويتر"، مع تغريدة جاء فيها "قمنا البارحة بتخليد اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكست في كنيس بيت إيل بالدار البيضاء، وذلك بحضور 300 ضيف من بينهم 100 طالب مغربي وعدد من الدبلوماسيين وكبار المسؤولين المغاربة والأجانب، كانت فرصة أيضا للإشادة بحماية الملك محمد الخامس رحمه الله لليهود في الاوقات الصعبة".
وجرى خلال المراسيم نفسها عرض شهادات على لسان ناجين من المحرقة، حيث حضرها الرسام الإسرائيلي الذي "تحدث عن قصة عائلته وقصة الجيل الثاني من الناجين من الهولوكوست"، كما تذكر الحاضرون جهود الملك الراحل الحسن الثاني الذي أنقذ عددا كبيرا من اليهود من هذه المحرقة، والذي كانت صورته حاضرة في الكنيس كنوع من العرفان لما قام به خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
وفي دجنبر الماضي، وتزامنا مع الذكرى الثانية لتوقيع الاتفاق الدبلوماسي الثلاثي المغربي الإسرائيلي الأمريكي، بعث الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ، رسالة إلى الملك محمد السادس اعترافا بالدور الذي لعبه جده الملك الراحل محمد الخامس في حماية اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، حين كانوا مطاردين من طرف النازية الألمانية.
وجاء في الرسالة "بمناسبة الذكرى الثانية لانضمام المغرب إلى اتفاقيات أبرهام، تود دولة إسرائيل والشعب اليهودي الإعراب عن امتنانهم وتقديرهم لجلالتكم وللشعب المغربي الذي يعمل على مدى أجيال على حماية الأمن والرفاه والتراث الثقافي للجالية اليهودية في المملكة"، مستحضرة "الجهود الشخصية للملك من أجل السلام الإقليمي".
وتابعت الوثيقة "في عهدكم تم الاعتراف بالطابع العبري للمغرب في دستور المملكة، وتم تجديد المؤسسات المجتمعية اليهودية في جميع أنحاء البلاد، من المعابد اليهودية إلى المقابر"، وأوردت "وفي ظل حكمكم أدت الاتفاقيات الإبراهيمية بين بلدينا إلى ازدهار الشراكات بين حكومتنا وشعبينا".
وتحدثت الرسالة عن أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل تعود إلى فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، مستحضرة حماية والده الملك محمد الخامس لليهود من الهلوكوست، وجاء فيها "يتذكر يهود المغرب باعتزاز وحنان، جدكم الملك محمد الخامس الذي سيذكره العالم بأنه حامي، يهود هذه المملكة".
وقالت الرسالة "عندما واجه ملايين اليهود فظاعات المحرقة في القرن العشرين، قدم الملك محمد الخامس ملاذا آمنا لرعاياه اليهود أينما كانوا، وتذكر اليهود المغاربة هذه الذكرى بفخر وحنان، كما نذكر المساهمة الحيوية لوالدكم الراحل جلالة الملك الحسن الثاني، الذي لعب دورا أساسيا في بناء أسس السلام التي عليها يستند الآن مستقبلنا".